رسالة الجالية الفلسطينية
في جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى:
( سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا إنه هو السميع البصير)
صدق الله العظيم
فلسطين....أرض الانبياء والرسل....أرض الرسالات السماوية وارض الحضارات.... ما زالت تبكي جرحها العميق ، تستصرخ امتنا وتناديها استغاثة، ولكن هيهات هيهات لا حياة لمن تنادي.
حصار دولي ظالم.. وانحياز امريكي واوروبي واضح.. صمت عربي اسلامي لم نشهده من قبل. قلبوا الحقائق وزوروا التاريخ .. فصار العدو ضحية واصبحنا نحن المجرمون. قتلونا.... عذبونا.... وهجرونا على ستة عقود من الزمن ، وفي النهاية باتوا اصحاب قضية وصرنا ارهابيين....دنسوا مقدساتنا ودمروها .. وعندما احتججنا اعتبرونا اعداء للسامية..... اغتصبوا ارضنا .. فانتفضنا واعتبرونا لا انسانيين....انتهكوا الاعراض واقتلعوا الاشجار واقاموا الحواجز وبنوا الجدار وارتكبوا المجازر التي راح على اثرها الكثير من شهدائنا البواسل الذين رووا بدمائهم الزكية ثرى تراب فلسطين العزيزة .. وفي كل مرة يذاع التقرير النهائي ويقول دفاعا عن النفس. ورغم كل هذا فإن رد شعب فلسطين الصامد كان واضحا ..لا للتهجيرلا للتدنيس و التدمير .. ولتولد انتفاضة ثانية وثالثة .. ويكفينا شهادة التاريخ لنا أننا لم ولن ننحني للعاصفة حتى آخر فرد فينا ... وحتى لو بقينا لوحدنا في خندق المقاومة .. فنحن اصحاب الارض واصحاب القضية ..
وبالرغم من ذلك ايضا تبقى فلسطين محلقة في عنان السماء.. صامدة بصمود هذا الشعب الجبار بوجه جبروت الكيان الصهيوني ..ويخرج ابناؤها من رحم الركام منتفضين معلنين حياة جديدة.. فعلموا العالم باكمله معنى البطولة والتضحية...وعلموهم معنى الكرامة والعزة لأرض يخرج منها الشهيد الرئيس ياسر عرفات والشهيد الشيخ احمد ياسين والشهيد القائد ابو علي مصطفى والشهيد القائد فتحي الشقاقي والالاف من شهدائنا وأبطالنا الذين بذلوا أرواحهم ودمائهم رخيصة فدا الوطن..
لذلك كان لا بد أن تكون لنا كلمة نصدح فيها عاليا ونوفي بعهد الشهداء الذي في اعناقنا.. ننقل فيها نضال شعبنا وتضحياته.. نعرف بفلسطين التاريخية ونحاول رفع المستوى الفكري والوعي بقضية فلسطين بكل ما اوتينا من وسائل مستمدين قوتنا من دماء شهدائنا ومن معاناة اسرانا البواسل ومن حرمة قدسنا الشريف الصامد.... من امهاتنا الصابرات الصامدات على ارضنا الحبيبة اللواتي ارضعننا حب فلسطين وحب الارض..... ومن ابائنا الذين علمونا معنى الصبر ومعنى الكفاح وهم الان يسلحوننا هنا بأفضل الاسلحة ويزودونا بمرتبة من مراتب الجهاد الا وهو تلقي العلم من اجل الأرض قبل ان يكون من اجلنا. إليكم جميعا نهدي عملنا هذا.. نعترف بأننا لسنا سوى جزء صغير لا يذكر بقضيتنا الفلسطينية ولكن ان نقدم شيئا خيرا من أن نلتف بعباءة الخوف والصمت. فنحن قطرة ندى في بحر نضال الاخرين ولكننا نؤمن ونأمل بان هذه القطرة ستتحد مع ملايين القطرات من مختلف بقاع الارض لتشكل في النهاية سيلا جارفا يدمر هذا الكيان الغاصب وندعوا الله عز وجل ان يوفقنا في ذلك وان يرشدنا للصواب.
وفي النهاية...اود ان اتقدم بجزيل الشكر والعرفان الى كل من وضع ثقته بي وساعدني على انجاح هذا الهدف السامي، واتمنى ان اكون عند حسن ظنكم جميعا واقول لكم انني افخر بكم ولولاكم ولولا يدنا الواحدة لما وصلنا الى هذا المستوى في العمل، واذكركم بان القضية اثقلت كاهل كل من حاول ان يحملها وانت حملتموها بكل ما اعطاكم الله من فكر وقوة ومعرفة ومسؤولية كبيرة حتى اصبحت جاليتنا الفلسطينية في جامعتنا الحبيبة كيانا نفخر به .. وحولتم هذا الكيان من الغياب والانكار الى الحضور والاعتراف. اشكركم جميعا بكافة اسمائكم التي لا استطيع ان احصيها واقول لكم جزاكم الله كل خير وجعل اعمالكم هذه خطوة في الطريق إلى فلسطين.
أخوكم
محمد سليمان زريقي
ممثل الجالية الفلسطينة